وقال بعضهم: تشابهه تشابه ثمر الجنة وثمر الدنيا في اللون وإن اختلف طعومهما.
ذكر من قال ذلك:
443 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة: (وأتوا به متشابها) قال: يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب.
444 - وحدثنا المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: قال حفص بن عمر، قال: حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة في قوله: (وأتوا به متشابها) قال: يشبه ثمر الدنيا، غير أن ثمر الجنة أطيب.
وقال بعضهم: لا يشبه شئ مما في الجنة ما في الدنيا إلا الأسماء. ذكر من قال ذلك:
445 - حدثني أبو كريب، قال: حدثنا الأشجعي ح، وحدثنا محمد بن بشار، قال:
حدثنا مؤمل، قالا جميعا: حدثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس - قال أبو كريم في حديثه عن الأشجعي -: لا يشبه شئ مما في الجنة ما في الدنيا إلا الأسماء.
وقال ابن بشار في حديثه عن مؤمل قال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء.
* - حدثنا عباس بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبيد عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال: ليس في الدنيا من الجنة شئ إلا الأسماء.
446 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: قال عبد الرحمن بن زيد في قوله: (وأتوا به متشابها) قال: يعرفون أسماءه كما كانوا في الدنيا، التفاح بالتفاح، والرمان بالرمان، قالوا في الجنة: (هذا الذي رزقنا من قبل) في الدنيا، (وأتوا به متشابها) يعرفونه، وليس هو مثله في الطعم.
قال أبو جعفر: وأولى هذه التأويلات بتأويل الآية، تأويل من قال: (وأتوا به متشابها) في اللون والمنظر، والطعم مختلف. يعني بذلك اشتباه ثمر الجنة وثمر الدنيا في المنظر واللون، مختلفا في الطعم والذوق، لما قدمنا من العلة في تأويل قوله: (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) وأن معناه: كلما رزقوا من الجنان من ثمرة من ثمارها رزقا قالوا: هذا الذي رزقنا من قبل هذا في الدنيا. فأخبر الله جل ثناؤه عنهم أنهم قالوا ذلك من أجل أنهم أتوا بما أتوا به من ذلك في الجنة متشابها، يعني بذلك تشابه ما أتوا به في الجنة منه والذي كانوا رزقوه في الدنيا في اللون والمرأى والمنظر وإن