سجيل) (1) قال: فارسية أعربت " سنك وكل ". وفيما:
6 - حدثكم به محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال: في القرآن من كل لسان. وفيما أشبه ذلك من الاخبار التي يطول بذكرها الكتاب مما يدل على أن فيه من غير لسان؟؟
قيل له: إن الذي قالوه من ذلك غير خارج من معنى ما قلنا من أجل أنهم لم يقولوا هذه الأحرف وما أشبهها لم تكن للعرب كلاما، ولا كان ذاك لها منطقا قبل نزول القرآن، ولا كانت بها العرب عارفة قبل مجئ الفرقان فيكون ذلك قولا لقولنا خلافا (2). وإنما قال بعضهم: حرف كذا بلسان الحبشة معناه كذا وحرف كذا بلسان العجم معنا كذا ولم يستنكر أن يكون من الكلام ما يتفق فيه ألفاظ جميع أجناس الأمم المختلفة الألسن بمعنى واحد فكيف بجنسين منها.
كما قد وجدنا اتفاق كثير منه فيما قد علمناه من الألسن المختلفة وذلك كالدرهم والدينار والدواة والقلم والقرطاس وغير ذلك مما يتعب إحصاؤه ويمل تعداده كرهنا إطالة الكتاب بذكره مما اتفقت فيه الفارسية والعربية باللفظ والمعنى. ولعل ذلك كذلك في سائر الألسن التي يجهل منطقها ولا يعرف كلامها.
فلو أن قائلا قال فيما ذكرنا من الأشياء التي عددنا وأخبرنا اتفاقه في اللفظ والمعنى بالفارسية والعربية وما أشبه ذلك مما سكتنا عن ذكره ذلك كله فارسي لا عربي أو ذلك كله عربي لا فارسي أو قال: بعضه عربي وبعضه فارسي أو قال: كان مخرج أصله من عند العرب فوقع إلى العجم فنطقوا به أو قال: كان مخرج أصله من عند الفرس فوقع إلى العرب فأعربته كان مستجهلا (3) لان العرب ليست بأولى أن تكون كان مخرج أصل ذلك منها إلى العجم ولا العجم بأحق أن تكون كان مخرج أصل ذلك منها إلى العرب إذ كان استعمال ذلك بلفظ واحد ومعنى واحد موجودا في الجنسين وإن كان ذلك موجودا على ما وصفنا في الجنسين فليس أحد الجنسين أولى بأن يكون أصل ذلك كان من عنده من الجنس الآخر والمدعي أن مخرج أصل ذلك إنما كان من أحد الجنسين إلى الآخر مدع أمر لا يوصل إلى حقيقة صحته إلا بخبر يوجب العلم ويزيل الشك ويقطع العذر صحته.