وقوله عز وجل * (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) * (1).
وقوله * (وأوفوا الكيل والميزان) * (2).
نجد أن كل هذه الآيات المتضمنة لأحكام فرعية قد وردت في سورة الأنعام وهي مكية.
كما أن قوله تعالى * (من حرم زينة الله التي أخرج لعباده) * (3) وقوله * (قل إنما حرم ربي الفواحش) * (4) قد ورد في سورة الأعراف وهي مكية.
وأيضا فإن قوله سبحانه * (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم) * (5) قد ورد في سورة إبراهيم وهي مكية.
وورد في سورة الإسراء المكية قوله عز وجل * (ولا تقربوا الزنا) * (6).
وفي سورة المؤمنون المكية قوله * (الذين هم في صلاتهم خاشعون) * (7).
وأمر الناس بالسجود في سورة النجم (8) وهي مكية.
وأما سوى ذلك من السور المكية فلم أجد فيه ما يدل على أحكام فرعية في هذه العجالة.
الرابعة: ما قيل من أن ما فيه كلمة " كلا " فهو مكي.
وهذا حق، كما يظهر لمن لاحظ المعجم المفهرس، فإنه قد كتب أمام كل الآيات المتضمنة لكلمة " كلا " أنها مكية.
ولكن قد ذكرنا أن ذلك لم يعلم إلا بعد تمييز المكي عن المدني بالنقل عن ابن عباس وغيره، ولولا ذلك لم يستطع أحد أن يفهم، ولا جاز له أن يميز بين المكي والمدني بوجود " كلا " وعدم وجودها. هذا عدا عن أن ذلك لو صح كونه مميزا فإنما يقتضي تعين بعض الآيات، ويبقى الباقي بحاجة إلى مميز آخر.