يريد ألا تركبون قالوا ألا فاركبوا وقال آخر:
قلنا لها قفي فقالت قاف بمعنى قالت انا واقفه روى ذلك أبو الضحى عن ابن عباس وعن ابن مسعود وجماعة من الصحابة وقال بعضهم هي حروف هجاء موضوعة روي ذلك عن مجاهد وقال بعضهم هي حروف هجاء يشتمل كل حرف على معان مختلفة روي ذلك عن أنس واختاره الطبري وقال بعضهم هي حروف من حساب الجمل وقال بعضهم لكل كتاب سر وسر القرآن في فواتحه هذه أقوال المفسرين فاما أهل اللغة فإنهم اختلفوا فقال بعضهم هي حروف المعجم استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها التي هي تمام ثمانية وعشرين حرفا كما يستغنى بذكر أب ت ث عن ذكر الباقي وبذكر قفا نبك عن ذكر باقي القصيدة قالوا ولذلك رفع ذلك الكتاب لان معناه عن الألف واللام والميم من الحروف المقطعة وقوله ذلك الكتاب الذي أنزلته إليك مجموعا لا ريب فيه كما قالوا في أبي جاد أب ت ث ولم يذكروا باقي الحروف وقال راجز بني أسد:
لما رأيت أمرها في حطي * أخذت منها بقرون شمط فأراد الخبر عن المرأة بأنها من أبي جاد فأقام قوله في حطي مقامه لدلالة الكلام عليه وقال آخرون بل ابتدئت بذلك أوائل السور ليفتح لاستماعه أسماع المشركين إذ تواصوا بالاعراض عن القرآن حتى إذا استمعوا له تلا عليهم آلم وقال بعضهم الحروف التي هي أوائل السور حروف يفتتح الله بها كلامه وقال أبو مسلم: المراد بذلك ان هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته ولم تقدروا على الاتيان بمثله هو من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في كلامكم وخطابكم فحيث لم تقدروا عليه فاعلموا انه من فعل الله وإنما كررت في مواضع استظهارا في الحجة وحكي ذلك عن قطرب وروي في اخبارنا ان ذلك من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله واختاره الحسين بن علي المغربي وأحسن الوجوه التي قبلت قول من قال: انها أسماء للسور خص الله تعالى بها بعض السور بتلك كما قيل للمعوذتين: