ولو كانوا أرادوا أنه لو شاء الله لحال بيننا وبين الإيمان لما كذبهم الله، قال الله تكذيبا لهم: (وكذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا - يعني عذابنا - قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا - يعني هل عندكم من علم أن الله يشاء الشرك ثم قال - إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون) 1 [يعني تكذبون] 2 كقوله (قتل الخراصون) 3.
وقال عز وجل: (ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون) 4 يعني يكذبون.
وقال عز وجل: (وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) 5 خبر أن الرسل قد دعت إلى الإيمان، فلو كان الله تعالى شاء الشرك لكانت الرسل قد دعت خلاف ما شاء الله، فعلمنا أن الله لم يشأ الشرك.
فإن قال بعض الأغبياء: فهل يشاء العبد شيئا أو هل تكون للعبد إرادة؟ قيل له: نعم قد شاء ما أمكنه الله من مشيئته ويريد ما أمره الله بإرادته، فالقوة على الإرادة فعل الله والإرادة فعل العبد.
والدليل على ذلك قول الله تعالى: (قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها) 6.
.