وجب 1 أن يكون كل من قال من الأمة قولا يكون عند الاعتبار والنظر خارجا مما يوجبه الإسلام ويشهد به الرسول (ص) والقرآن (أو) 2 موجبا لأن يكون معتقده ليس من جملة الإسلام على سبيل قوة واستبصار، لقوله بما لا يصح اعتقاده الإسلام معه ولا يوصل إلى معرفته ثم القول 3 به، فهو محجوج في مذهبه، ومبطل في قوله، ومبتدع في الإسلام بدعة ليست من دين الله ولا من دين رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
قالوا: وقد تدبرنا ما اختلف فيه أهل القبلة بفطرة 4 عقولنا وعرضنا ذلك على كتاب الله سبحانه وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فوجدنا الحق بذلك متميزا من الباطل تمييزا يدركه كل من تدبر الكتاب والسنة بفكره، وتميز الأمور بعقله، ولم يجعل هواه قائدا له، و [لم] يقلد 5 من لا حجة في تقليده، فرأينا من الواجب علينا في الدين أن نبين أمر 6 ذلك للناس ولا نكتمه، وأن ندعوهم إلى الحق ونحتج له ولا نتشاغل عن ذلك ونعرض عنه، ونحن نرى ما حدث من البدع، وخولف من سبيل السلف.
وكيف يجوز الاعراض عن ذلك والله تعالى يقول: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) 7 ويقول: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى .