لأنه كان في الأول على رأيهما بل صحبهما وأخذ عنهما.
ثم تكلم الناس بعد ذلك في الاستطاعة، فيقال: إن أول من أظهر القول بأن الاستطاعة مع الفعل يوسف السمتي 1 وأنه استزله إلى ذلك بعض الزنادقة فقبله عنه، ثم قال بذلك حسين النجار 2، وانتصر لهذا القول ووضع فيه الكتب فصارت مذاهب المجبرة بعد ذلك على ثلاثة أقاويل:
(أحدها) - إن الله تعالى خلق فعل العبد وليس للعبد في ذلك فعل ولا صنع وإنما يضاف إليه أنه 3 فعله كما يضاف إليه لونه وحياته، وهو قول جهم.
(والثاني) - إن الله تعالى خلق فعل العبد وأن العبد فعله باستطاعة 4 في العبد متقدمة، وهو قول ضرار ومن وافقه.
(والثالث) - إن الله تعالى خلق فعل العبد وأن العبد فعله باستطاعة حدثت له في حال الفعل لا يجوز أن تتقدم الفعل، وهو قول النجار وبشر المريسي 5 ومحمد