قوله (وعن جسمه فيم أبلاه) كأنه من بلي الثوب وأبلاه كان الشباب في قوته كالثوب الجديد فلما ولى الشباب وضعف البدن فكأنما بلي قوله (هذا حديث حسن صحيح) ذكره المنذري في الترغيب وأقر تصحيح الترمذي (هو مولى أبي برزة الأسلمي) قال في التقريب سعيد بن عبد الله بن جريج بجيمين وراء مصغرا بصري صدوق ربما وهم من الخامسة (وأبو برزة الأسلمي اسمه ضلة بن عبيد) صحابي مشهور بكنيته أسلم قبل الفتح وغزا سبع غزوات ثم نزل البصرة وغزا خراسان ومات بها سنة خمس وستين على الصحيح قوله (أتدرون) أي أتعلمون وهذا سؤال إرشاد لا استعلام ولذلك قال إن المفلس كذا وكذا (فينا) أي فيما بيننا (من لا درهم) أي من نقد (له) أي ملكا (ولا متاع) أي مما يحصل به النقد ويتمتع به من الأقمشة والعقار والجواهر والعبيد والمواشي وأمثال ذلك والحاصل أنهم أجابوا بما عندهم من العلم بحسب عرف أهل الدنيا كما يدل عليه قولهم فينا غفلوا عن أمر الآخرة وكان حقهم أن يقولوا الله ورسوله أعلم لأن المعنى الذي ذكروه كان واضحا عنده صلى الله عليه وسلم (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المفلس) أي الحقيقي أو المفلس في الآخرة (من أمتي) أي أمة الإجابة ولو كان غنيا في الدنيا بالدرهم والمتاع (من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة) أي مقبولات والباء للتعدية أي مصحوبا بها (ويأتي) أي ويحضر أيضا (قد شتم هذا) أي حال كونه قد شتم هذا (وقذف هذا) أي بالزنا ونحوه (وأكل مال هذا) أي بالباطل (وسفك دم هذا) أي
(٨٦)