محمد أمين المعروف بابن عابدين رحمه الله في رد المحتار على الدار المختار قوله (فإن لم يقدر) أي على تقبيله إلا بالايذاء أو مطلقا يضع يديه عليه ثم يقبلهما أو يضع إحداهما والأولى أن تكون اليمنى لأنها المستعملة فيما فيه شرف ولما نقل عن البحر العميق من أن الحجر يمين الله يصافح بها عباده والمصافحة باليمنى انتهى وقال الشيخ ضياء الدين الحنفي النقشبندي في كتابه لوامع العقول شرح راموز الحديث في شرح حديث إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله الحديث ما لفظه والظاهر من آداب الشريعة تعين اليمنى من الجانبين لحصول السنة كذلك فلا تحصل باليسرى في اليسرى ولا في اليمنى انتهى وقال الامام النووي يستحب أن تكون المصافحة باليمنى وهو أفضل انتهى ذكره الشيخ عبد الله بن سلمان اليمني الزبيدي في رسالته في المصافحة وقال الشيخ عبد الرؤوف المناوي الشافعي في كتابه الروض النضير شرح الجامع الصغير ولا تحصل السنة إلا بوضع اليمنى في اليمنى حيث لا عذر انتهى وقال الشيخ علي بن أحمد العزيزي في كتابه السراج المنير شرح الجامع الصغير إذا لقيت الحاج أي عند قدومه من حجة فسلم عليه وصافحة أي ضع يدك اليمنى في يده اليمنى انتهى وقال الشيخ العلقمي رحمه الله في كتابه الكوكب المنير شرح الجامع الصغير في شرح حديث إذا التقى المسلمان فتصافحا الخ قال ابن رسلان ولا تحصل هذه السنة إلا بأن يقع بشرة أحد الكفين على الاخر انتهى وقال الشيخ العالم الرباني السيد عبد القادر الجيلاني في كتابه غنية الطالبين فصل فيما يستحب فعله بيمينه وما يستحب فعله بشماله يستحب له تناول الأشياء بيمينه والأكل والشرب والمصافحة والبداءة بها في الوضوء والانتعال ولبس الثياب الخ والدليل على ما قلنا من أن السنة في المصافحة أن تكون باليمنى من الجانبين سواء كانت عند اللقاء أو عند البيعة ما رواه الإمام أحمد في مسنده حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا علي بن عياش قال حدثنا حسان بن نوح حمصي قال رأيت عبد الله بن بسر يقول ترون كفي هذه فأشهد أني وضعتها على كف محمد الحديث إسناده صحيح ورواه الحافظ ابن عبد البر في كتابه التمهيد قال حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح قال حدثنا يعقوب بن كعب قال حدثنا مبشر بن إسماعيل عن حسان بن نوح عن عبد الله بن بسر قال ترون يدي هذه صافحت بها رسول الله الحديث رجاله كلهم ثقات وإسناده متصل أما الحافظ ابن عبد البر فهو ثقة حجة كما في تذكرة الحفاظ وأما عبد الوارث بن سفيان فهو من شيوخه الكبار قد أكثر الرواية عنه في معرض الاحتجاج في
(٤٣٠)