وإنما معنى قوله فإن عليك السلام تحية الموتى إخبار عن الواقع لا المشروع أي أن الشعراء وغيرهم يحيون الموتى بهذه اللفظة كقول قائلهم عليك سلام الله قيس بن عاصم * ورحمته ما شاء أن يترحما فما كان قيس هلكه هلك واحد * ولكنه بنيان قوم تهدما فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يحيا بتحية الأموات ومن كراهته لذلك لم يرد على المسلم وكان يرد على المسلم وعليك السلام بالواو وبتقديم عليك على لفظ السلام انتهى قلت في قوله ومن كراهته لذلك لم يرد على المسلم نظر فإنه قد وقع في رواية الترمذي هذه ثم رد على النبي صلى الله عليه وسلم قال وعليك ورحمة الله قوله (عن أبي غفار المثنى بن سعيد الطائي) قال في التقريب المثنى بن سعد أو سعيد الطائي أبو غفار بكسر المعجمة وتخفيف الفاء آخره راء وقيل بفتح المهملة والتشديد آخره نون بصرى ليس به بأس من السادسة (عن جابر بن سليم) كنيته أبو جرى بضم الجيم وفتح الراء مصغرا قال الحافظ في التقريب أبو جرى بالتصغير الهجيمي بالتصغير أيضا اسمه جابر ابن سليم وقيل سليم بن جابر صحابي معروف انتهى وقال في تهذيب التهذيب قال البخاري جابر بن سليم أصح وكذا ذكره البغوي والترمذي وابن حبان وغيرهم انتهى قوله (وذكر قصة طويلة) كذا رواه الترمذي مختصرا ورواه أبو داود مطولا بالقصة الطويلة في باب إسبال الإزار قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه
(٤٢١)