(والأرضين) أي أهل الأرضين من الإنس والجن وجميع الحيوانات (حتى النملة) بالنصب على أن حتى عاطفة وبالجر على أنها جارة وبالرفع على أنها ابتدائية والأول أصح (في جحرها) بضم الجيم وسكون الحاء أي ثقبها قال الطيبي وصلاته بحصول البركة النازلة من السماء (وحتى الحوت) كما تقدم وهما غايتان مستوعبتان لدواب البر والبحر (ليصلون) فيه تغليب للعقلاء على غيرهم أي يدعون بالخير (على معلم الناس الخير) قيل أراد بالخير هنا علم الدين وما به نجاة الرجل ولم يطلق المعلم ليعلم أن استحقاق الدعاء لأجل تعليم علم موصول إلى الخير انتهى وفيه إشارة إلى وجه الأفضلية بأن نفع العلم متعد ونفع العبادة قاصر قوله (هذا حديث حسن غريب صحيح) ورواه الدارمي عن مكحول مرسلا ولم يذكر رجلان وقال فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم تلا هذه الآية (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وسرد الحديث إلى آخره كذا في المشكاة وقال المنذري في الترغيب بعد ذكر حديث أبي أمامة ما لفظه رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه البزار من حديث عائشة مختصرا قال معلم الخير يستغفر له كل شئ حتى الحيتان في البحر انتهى قوله (يدعي كبيرا في ملكوت السماوات) أي في ملك السماوات والمعنى أن أهل السماوات يدعونه كبيرا لكبر شأنه لجمعه العلم والعمل والتعليم وهذا قول الفضيل ولم أقف على حديث مرفوع يدل على هذا قوله (لن يشبع المؤمن) أي الكامل (من خير) أي علم (حتى يكون) لما كان يشبع مضارعا دالا على الاستمرار تعلق به حتى (منتهاه) أي غايته ونهايته (الجنة) بالنصب على الخبرية أو الرفع على الاسمية يعني حتى يموت فيدخل الجنة
(٣٨٠)