قوله (أخبرنا عاصم بن رجاء بن حياة) الكندي الفلسطيني صدوق يهم من الثامنة (عن قيس بن كثير) قال الحافظ في التقريب كثير بن قيس الشامي ويقال قيس بن كثير والأول أكثر ضعيف من الثالثة وقال في تهذيب التهذيب كثير بن قيس ويقال قيس بن كثير شامي روى عن أبي الدرداء في فضل العلم وعنه داود بن جميل جاء في أكثر الروايات أنه كثير بن قيس على اختلاف في الاسناد إليه وتفرد محمد بن يزيد الواسطي في إحدى الروايتين عنه بتسمية قيس بن كثير وهو وهم قوله (من المدينة) المنورة (وهو) أي أبو الدرداء (بدمشق) بكسر الدال وفتح الميم ويكسر (ما أقدمك) ما استفهامية أي أي شئ جاء بك هنا (حديث) أي أقدمني حديث يعني جئتك لتحدثني به (أما جئت) بهمزة الاستفهام وما نافية (من سلك) أي دخل أو مشى (طريقا) أي قريبا أو بعيدا (يبتغي فيه) أي في ذلك الطريق أو في ذلك المسلك أو في سلوكه (علما) قال الطيبي وإنما أطلق الطريق والعلم ليشملا في جنسهما أي طريق كان من مفارسة الأوطان والضرب في البلدان إلى غير ذلك وأي علم كان من علوم الدين قليلا أو كثيرا رفعيا أو غير رفيع (سلك الله به) الضمير عائد إلى من والباء للتعدية أي جعله سالكا ووفقه أن يسلك طريق الجنة وقيل عائد إلى العلم والباء للسببية وسلك بمعنى سهل والعائد إلى من محذوف والمعنى سهل الله له بسبب العلم (طريقا إلى الجنة) فعلى الأول سلك من السلوك وعلى الثاني من السلك والمفعول محذوف كقوله تعالى ويسلكه عذابا صعدا قيل عذابا مفعول ثان وعلى التقديرين نسبة سلك إلى الله تعالى على طريق المشاكلة كذا قال الطيبي (لتضع أجنحتها) جمع جناح (رضي) حال أو مفعول له على معنى إرادة رضا ليكون فعلا لفاعل الفعل المعلل به (لطالب العلم) اللام متعلق برضا وقيل التقدير لأجل الرضا الواصل منها إليه أو لأجل إرضائها لطالب العلم بما يصنع من حيازة الوراثة العظمى وسلوك السنن الأسنى قال زين العرب وغيره قيل معناه أنها تتواضع لطالبه توقيرا لعلمه كقوله تعالى
(٣٧٥)