والسنة وما يتعلق بهما قال القاري انتزاعا مفعول مطلق على معنى يقبض نحو رجع القهقري وقوله (ينتزعه من الناس) صفة مبينة للنوع كذا قاله السيد جمال الدين وقال ابن الملك انتزاعا مفعول مطلق للفعل الذي بعده والجملة حالية يعني لا يقبض العلم من الناس بأن يرفعه من بينهم إلى السماء (ولكن يقبض العلم) أي يرفعه (يقبض العلماء) أي بموتهم وقبض أرواحهم (حتى إذا لم يترك) أي الله تعالى (اتخذ الناس رؤوسا) قال النووي ضبطناه في البخاري رؤوسا بضم الهمزة والتنوين جمع رأس وضبطوه في مسلم هنا بوجهين أحدهما هذا والثاني رؤساء جمع رئيس وكلاهما صحيح والأول اشهر انتهى قال الحافظ في الفتح بعد نقل كلام النووي هذا وفي رواية أبي ذر أيضا بفتح الهمزة وفي آخره همزة أخرى مفتوحة جمع رئيس (فأفتوا) من الافتاء أي أجابوا وحكموا (بغير علم) وفي رواية أبي الأسود في الاعتصام عند البخاري فيفتون برأيهم (فضلوا) أي صاروا ضالين (وأضلوا) أي مضلين لغيرهم وفي الحديث الحث على حفظ العلم والتحذير من ترئيس الجهلة وفيه أن الفتوى هي الرياسة الحقيقية وذم من يقدم عليها بغير علم واستدل به الجمهور على القول بخلو الزمان عن مجتهد ولله الأمر يفعل ما يشاء قوله (وفي الباب عن عائشة وزياد بن لبيد) أما حديث عائشة فلينظر من أخرجه وأما حديث زياد بن لبيد فأخرجه أحمد وابن ماجة قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد والشيخان وابن ماجة قوله (فشخص ببصره) أي رفعه (هذا أوان) أي وقت (يختلس العلم من الناس) أي
(٣٤٤)