من باب بني جمح فيهم أسود قال من هؤلاء قيل أهل حمص فحمل عليهم ومعه سيفان فأول من لقيه الأسود فضربه بسيفه حتى أطن رجله (1) فقال له الأسود أخ يا ابن الزانية فقال له ابن الزبير اخسأ يا ابن حام أسماء زانية ثم أخرجهم من المسجد وانصرف فإذا قوم قد دخلوا من باب بني سهم فقال من هؤلاء قيل أهل الأردن فحمل عليهم وهو يقول:
لا عهد لي بغارة مثل السيل * لا ينجلي غبارها حتى الليل فأخرجهم من المسجد فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني مخزوم فحمل عليهم وهو يقول * لو كان قرني واحدا كفيته * قال وعلى ظهر المسجد من أعوانه من يرمى عدوه بالآجر وغيره فحمل عليهم فأصابته آجره في مفرقه حتى فلقت رأسه فوقف وهو يقول:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر الدما قال ثم وقع فأكب عليه موليان له وهما يقولان: * العبد يحمي ربه ويحتمي * قال ثم سير إليه فحز رأسه. رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن (2) الذماري وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره. وعن ابن سيرين قال قال ابن الزبير ما شئ كان يحدثناه كعب إلا قد أتى على ما قال إلا قوله فتى ثقيف يقتلني وهذا رأسه بين يدي يعني المختار قال ابن سيرين ولا يشعر أن أبا محمد قد خبئ له يعني الحجاج.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن إسحق بن أبي إسحق قال أنا حاضر قتل ابن الزبير يوم قتل في المسجد الحرام جعلت الجيوش تدخل من باب المسجد فكلما دخل قوم من باب حمل عليهم وحده حتى يخرجهم فبينا هو على تلك الحال إذ جاءت شرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته وهو يتمثل بهذه الأبيات:
تقول أسماء ألا (3) تبكيني * لم يبق إلا حسبي وديني * وصارم لاثت به يميني