حديثا لوثوا الحرمين مقاما واستحل بها قتالا ولكنه كره أن يكون هو الذي يستحل حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمة البيت الحرام فطلب الموادعة وسألكم الرجعة فطلبتم قلة أنصاره واستئصال أهل بيته كأنكم تقتلون أهل بيت من الترك أو كابل وكيف تجدني على ودك وتطلب نصري وقد قتلت بنى أبى وسيفك يقطر من دمى وأنت تطلب ثأري فان شاء الله لا يطل إليك دمي ولا تسبقني بثأري وان تسبقنا به فقتلنا ما قتلت النبيون فطلب دماءهم في الدماء وكان الموعد الله وكفى بالله للمظلومين ناصرا من الظالمين منتقما والعجب كل العجب ما عشت يريك الدهر العجب حملك ثياب عبد المطلب وحملك أبناءهم أغيلمة صغارا إليك بالشام ترى الناس انك قد قهرتنا وأنك تذلنا وبهم والله وبي (1) من الله عليك وعلى أبيك وأمك من السباء وأيم الله إنك لتصبح وتمسي آمنا لجراح يدي وليعظمن جرحك بلساني وبناني ونقضي وإبرامي لا يستغرنك الجدل لن يمهلك (2) الله بعد قتلك عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قليلا حتى يأخذك الله أخذا أليما ويخرجك من الدنيا آثما مذموما فعش لا أبا لك ما شئت فقد أرداك عند الله ما اقترفت، فلما قرأ يزيد الرسالة قال لقد كان ابن عباس منصبا على الشر. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن عروة بن الزبير قال لما مات معاوية تثاقل عبد الله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية وأظهر شتمه فبلغ ذلك يزيد فأقسم لا يؤتى به إلا مغلولا وإلا أرسل إليه فقيل لابن الزبير لا نصنع لك أغلالا من فضة تلبس عليها الثوب وتبر قسمه فالصلح أجمل بك قال فلا أبر الله قسم ثم قال:
ولا ألين لغير الحق أسأله * حتى يلين لضرس الماضغ الحجر ثم قال والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربه بسوط في ذل ثم دعا إلى نفسه وأظهر الخلاف ليزيد بن معاوية فوجه إليه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المري في جيش أهل الشام وأمره يقتال أهل المدينة فإذا فرغ من ذلك سار إلى مكة قال ندخل مسلم بن عقبة المدينة وهرب منه يؤمئذ بقايا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبث فيها وأسرف في القتل ثم خرج منها فلما كان ببعض الطريق مات واستخلف