فأبى أن يشرب وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر الحديث لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا - شك ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض فإذا رجل يسب فلانا فقلت والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة فلما كان يوم صفين إذا أنابه وعليه درع قال ففطنت إلى الفرجة من جربان الدرع فطعنته فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر قال فقلت يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمار بن ياسر.
رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه ورواه في الكبير في أيضا أتم منه ويأتي في فضل عمار. وعن حنظلة بن خويلد العنبري قال بينا أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا قتلته فقال عبد الله بن عمرو ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية فقال معاوية فما بالك معنا قال إن أبى شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه فأنا معكم ولست أقاتل. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن أبي غادية قال قتل عمار فأخبر عمرو بن العاصي فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله قال إنما قال قاتله وسالبه. رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال عن عبد الله بن عمرو أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار وسلبه فقال خليا عنه فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قاتل عمار وسالبه في النار، ورجال أحمد ثقات. وعن قيس بن عباد قال كنا مع علي قال فكان إذا شهد مشهدا أو رقي (1) على أكمة أو هبط واديا قال سبحان الله صدق الله ورسوله فقلت لرجل من بني يشكر انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسأله عن قوله صدق ورسوله فانطلقنا إليه فقلنا يا أمير المؤمنين رأيناك إذا شهدت مشهدا أو هبطت واديا أو أشرفت على أكمة قلت صدق الله ورسوله فهل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا في ذلك قال فأعرض عنا وألححنا عليه فلما رأى ذلك قال والله ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عهده إلا شيئا عهده إلى الناس ولكن الناس وقعوا في عثمان فقتلوه فكان غيري فيه أسوأ حالا أو فعلا مني ثم إني رأيت اني أحقهم بهذا