من أهل القدر فوجأت رأسه قالوا وبم ذاك قال إن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه ياقوتة حمراء قلمه نور وعرضه ما بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ستين وثلاثمائة نظرة يخلق بكل نظرة ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء. رواه الطبراني من طريقين ورجال هذه ثقات. وعن مرثد وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال خط الله خطين في كتابه ثم رفع القلم فكتب في أحدهما الخلق وكتب في الآخر ما الخلق عاملون. رواه الطبراني وفيه الحسين بن يحيى الخشني وثقه دحيم وغيره وضعفه الجمهور. وعن الحسن ابن علي قال رفع الكتاب وجف القلم وأمور بقضاء في كتاب قد خلا. رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات.
(باب تحاج آدم وموسى صلوات الله عليهما وغيرهما) عن جندب يعني ابن عبد الله وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احتج آدم وموسى فقال موسى أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنته فأخرجت الناس من الجنة فقال آدم أنت موسى الذي كلمك الله نجيا وآتاك التوراة تلومني على أمر قد كتب قبل أن يخلقني، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى (1)، وفي رواية قال يعني آدم فأنا أقدم أم الذكر. رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه والطبراني ورجالهم رجال الصحيح. وعن أبي سعيد قال احتج آدم وموسى عليهما السلام فقال موسى يا آدم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك جنته فأغويت الناس وأخرجتهم من الجنة فقال آدم اصطفاك الله برسالته وأنزل عليك التوراة وفعل بك وفعل تلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني قال فحج آدم موسى عليهما السلام.
رواه أبو يعلى والبزار مرفوعا ورجالهما رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا على باب الحجرات إذ أقبل أبو بكر وعمر ومعهما فئام (2) من الناس يجاوب بعضهم بعضا ويرد بعضهم على بعض فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتوا فقال ما كلام سمعته آنفا جاوب بعضكم بعضا ويرد بعضكم على بعض فقال