(سورة الأنفال) عن عبادة الصامت قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدنا معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله عز وجل العدو فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون واكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم نحن حويناها وجمعناها فليس فيها نصيب وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق بها منا نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم لستم بأحق بها منا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا فنزلت (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على فواق (1) بين المسلمين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أغار في أرض العدو نفل الربع وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث وكان يكره الأنفال ويقول ليرد قوى المؤمنين على ضعيفهم قلت روى الترمذي وابن ماجة منه كان ينفل في البداءة الربع وفى القفول الثلث فقط رواه أحمد، وفى رواية عنده سألت عبادة بن الصامت رحمه الله عن الأنفال فقال فينا معشر أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل (2) وساءت فيه أخلاقنا فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمه رسول الله صلى الله على وعليه وسلم بين المسلمين عن بواء يقول على السواء، ورجال الطريقين ثقات.
وعن عبد الرحمن بن عوف قال نزل الاسلام بالكره والشدة فوجدنا خير الخير في الكراهة فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فجعل لنا في ذلك العلاء والظفر وخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر على الحال التي ذكر الله عز وجل تبارك وتعالى (وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجاد لونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون وإذ يعدكم الله إحدى