وأهل بيتك ممن حمل معك بما أصابكم ما انفردت بالحزن والغيظة والكآبة واليم وجع القلب دوني فلقد نالني من ذلك من الجزع والقلق وحر المصيبة مثل ما نالك.
ولكن رجعت إلى ما امر الله جل جلاله به المتقين من الصبر وحسن العزاء حين يقول لنبيه صلى الله عليه وآله فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وحين يقول فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت وحين يقول لنبيه صلى الله عليه وآله حين مثل بحمزة عليه السلام وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين وصبر صلى الله عليه وآله ولم يعاقب وحين يقول وأمن أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى وحين يقول الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون وحين يقول انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وحين يقول لقمان لابنه واصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور.
وحين يقول عن موسى وقال لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين وحين يقول الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وحين يقول ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة وحين يقول ولنبلوكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين وحين يقول وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وحين يقول والصابرين والصابرات وحين يقول واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين وأمثال ذلك من القرآن كثير.
واعلم اي عم وابن عم ان الله جل جلاله لم يبال بضر الدنيا لوليه ساعة قط ولا شئ أحب اليه من الضر والجهد والأذى مع الصبر وانه تبارك وتعالى لم يبال بنعيم الدنيا لعدوه ساعة قط ولولا ذلك ما كان أعدائه يقتلون أوليائه ويخيفونهم - 1 - ويمنعونهم وأعدائه آمنون مطمئنون عالون ظاهرون ولولا ذلك ما قتل زكريا واحتجب