حكيم عن أحمد بن أبي نصر قال: كنت عند أبي الحسن الثاني عليه السلام قال: ولا أعلم إلا قام ونفض الفراش بيده ثم قال لي: يا أحمد إن أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه فقال: يا صعصعة لا تتخذ عيادتي لك أبهة على قومك، قال: فلما قال أمير - المؤمنين لصعصعة هذه المقالة قال صعصعة: بلى والله أعدها منة من الله علي وفضلا قال: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إن كنت ما علمتك لخفيف المؤونة حسن المعونة، قال:
فقال صعصعة: وأنت والله يا أمير المؤمنين ما علمتك إلا بالله عليما، وبالمؤمنين رؤوفا رحيما.
محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى عن العباس بن معروف عن أبي محمد الحجال عن داود بن أبي يزيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه.
محمد بن مسعود قال: حدثني أبو الحسن علي بن أبي علي الخزاعي قال:
حدثنا محمد بن علي بن خالد العطار قال: حدثني عمرو بن عبد الغفار عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عمن شهد ذلك أن معاوية حين قدم الكوفة دخل عليه رجال من أصحاب علي عليه السلام، وكان الحسن عليه السلام قد أخذ الأمان لرجال منهم مسمين بأسمائهم وأسماء آبائهم وكان فيهم صعصعة، فلما دخل عليه صعصعة قال معاوية لصعصعة: أما والله إني كنت لأبغض أن تدخل في أماني، قال: وأنا والله أبغض أن أسميك بهذا الاسم، ثم سلم، عليه بالخلافة، قال: فقال معاوية: إن كنت صادقا فاصعد المنبر فالعن عليا، قال: فصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس أتيتكم من عند رجل قدم شره وأخر خيره، وإنه أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله، فضج أهل المسجد بآمين، فلما رجع إليه فأخبره بما قال، قال: لا والله ما عنيت غيري، ارجع حتى تسميه باسمه، فرجع وصعد المنبر ثم قال: أيها الناس إن أمير المؤمنين أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب فالعنوا من لعن علي بن أبي طالب، قال: فضجوا بآمين، قال: فلما خبر معاوية قال: والله ما عنى غيري، أخرجوه لا يساكنني في بلد، فأخرجوه.