الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٦٥١
فطوي حتى كادوا أن يقتلوه، فوثب بنو السيد من بني ضبة (1) فاستنقذوه من أيديهم (2).
وكتب بسر إلى زياد أن اقدم علي وإلا قتلت ولدك، فكتب إليه زياد: أني
1 - قال الزبيدي في تاج العروس: (وبنو السيد بطن من ضبة واسمه مازن بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة منهم الفضل بن محمد بن يعلى وهو ضعيف الحديث) وقال ابن دريد في الاشتقاق تحت عنوان (قبائل بني ضبة ورجالهم) ما نصه: (ومن قبائلهم بنو السيد بن مالك واشتقاق السيد وهو اسم من أسماء الذئب وهو المسن منها في قول بعضهم وجمعه سيدان).
أقول: قد علم من كلام ابن دريد أن (السيد) بكسر السين قال في القاموس:
(السيد بالكسر الأسد والذئب كالسيدانة) وفى الصحاح: (وبنو السيد من بني ضبة).
2 - قال الطبري عند ذكره حوادث سنة إحدى وأربعين (ج 6 ص 96):
(حدثني عمر قال: حدثني علي بن محمد قال: خطب بسر على منبر البصرة فشتم عليا عليه السلام ثم قال: نشدت الله رجلا علم أني صادق إلا صدقني أو كاذب إلا كذبني، قال، فقال أبو بكرة: اللهم إنا لا نعلمك إلا كاذبا، قال: فأمر به فخنق، قال:
فقام أبو لؤلؤة الضبي فرمى بنفسه عليه فمنعه، فأقطعه أبو بكرة بعد ذلك مائة جريب قال: وقيل لأبي بكرة: ما أردت إلى ما صنعت؟ - قال: أيناشدنا بالله ثم لا نصدقه) ونقل ابن - الأثير في الكامل نحو ذلك وقال ابن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح (ج 4، ص 168) تحت عنوان: (ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم) ما نصه:
(قال: وبلغ أهل البصرة ما كان من بيعة الحسن لمعاوية فشغبوا وقالوا: لا نرضى أن يصير الأمر إلى معاوية ثم وثب رجل منهم يقال له حمران بن أبان فتغلب على البصرة فأخذها ودعا للحسين بن علي، وبلغ ذلك معاوية فدعا عمرو بن أبي أرطاة وهو أخو بسر فضم إليه جيشا ووجه به إلى البصرة فأقبل عمرو في جيشه ذلك يريد البصرة وتفرق أهل الشغب فلزموا منازلهم ودخل عمرو بن أبي أرطاة البصرة مغضبا وأقبل حتى نزل دار الإمارة فلما كان من الغد دخل المسجد الأعظم ثم صعد المنبر ثم إنه شتم علي بن أبي طالب وولده ثم قال: يا أهل البصرة نشدت الله رجلا علم أني صادق إلا صدقني أو كاذب إلا كذبني قال: فوثب إليه رجل يكنى أبا بكرة فقال له: كذبت يا عدو الله قد كان علي بن أبي طالب خيرا منك ومن صاحبك الذي ولاك علينا فقال عمرو بن أبي أرطاة: خذوه، فبادرت إليه الجلاوزة فوثب رجل من بني ضبة فألقى نفسه عليه ثم خلصه الناس وغيبوه فلم يقدر عليه.
وأقام عمرو بن أبي أرطاة بالبصرة ستة أشهر ثم عزله معاوية وولى مكانه عبد الله بن عامر بن كريز وهو ابن خال عثمان بن عفان فأقام بها أشهرا يسيرة ثم عزله معاوية وولى مكانه زياد بن أبيه).