له حكم (1) ولا يرد له قضاء ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، وقد بلغني تحزبكم (2) وشقاقكم وإعراضكم عن دينكم وتوثبكم بعد الطاعة وإعطاء البيعة والألفة فسألت أهل الحجى والدين الخالص والورع الصادق واللب الراجح عن بدء مخرجكم (3) وما نويتم به وما أحمشكم (4) له فحدثت عن ذلك بما لم أر لكم في شئ منه عذرا مبينا ولا مقالا جميلا، ولا حجة ظاهرة، فإذا أتاكم رسولي فتفرقوا وانصرفوا إلى رحالكم أعف عنكم واتقوا الله وارجعوا إلى الطاعة أصفح عن جاهلكم وأحفظ عن قاصيكم (5) وأقوم (6) فيكم بالقسط وأعمل فيكم بكتاب الله، وإن أبيتم ولم تفعلوا فاستعدوا لقدوم جيش (7) جم الفرسان عريض (8) الأركان، يقصد لمن طغى وعصى فتطحنوا طحنا كطحن الرحى، فمن أحسن (9) فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد (10) ألا فلا يحمد حامد إلا ربه، ولا يلم لائم إلا نفسه، والسلام عليكم.
(٥٩٦)