ولم يقبلوا منك وتظاهرت عليك ظلمة قريش فإني أخاف عليك أن ناهضت القوم ونابذتهم وجاهدتهم من غير أن يكون معك فئة تقوى بهم أن يقتلوك والتقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له وإن الله قضى الاختلاف والفرقة على هذه الأمة ولو شاء لجمعهم على الهدى ولم يختلف اثنان منهما ولا من خلقه ولم يتنازع من شئ من أمره ولم يجحد الفضول ذا الفضل فضله ولو شاء عجل منهم النقمة وكان منه التغيير حتى يكذب الظالم ويعلم الحق أين مصيره والله جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة دار الثواب والعقاب ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى فقلت شكر الله على نعمائه وصبرا على بلاءه وتسليما ورضا بقضاءه ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم يا أخي أبشر فإن حياتك وموتك معي وأنت أخي وأنت وصيي وأنت وزيري وأنت وارثي وأنت تقاتل على سنتي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى و لك بهارون أسوة حسنة إذا استضعفه أهله وتظاهروا عليه وكادوا
(٢٣٧)