مباعدا وعليهم زاريا ولمن خالفه مخطئا ولما لم يعرف من الأمور مضللا فإذا ورد عليه من الأمور ما لم يعرفه أنكره وكذب به وقال بجهالته ما أعرف هذا وما أراه كان وما أظن أن يكون وانى كان وذلك لثقته برأيه وقلة معرفته بجهالته فما ينفك بما يرى مما يلتبس عليه رأيه مما لا يعرف للجهل مستفيدا وللحق منكرا وفي الجهالة متحيرا وعن طلب العلم مستكبرا أي بني تفهم وصيتي واجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك فاحبب لغيرك ما تحب لنفسك وأكره له ما تكره لنفسك ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم وأحسن كما تحب أن يحسن إليك واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك وأرض من الناس لك ما ترضى به لهم منك ولا تقل بما لا تعلم بل لا تقل كلما تعلم ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك واعلم أن الاعجاب ضد الصواب وآفة قوله عليه السلام وعثاء الطريق أي مشقته خشونة السفر في النهج خشونة السفر وجشوبة المطعم هجم عليه أي انتهى إليه بغتة قوله وأرض من الناس أي إذا عاملوك بمثل ما تعاملهم ولا تطلب منهم أزيد مما تقدم لهم الاعجاب الاستحسان ما يصدر عن النفس
(٢٠١)