والخفقتين؟ فقال: (ما أدري ما الخفقة والخفقتان، إن الله يقول: " بل الإنسان على نفسه بصيرة " (1) إن عليا كان يقول: من وجد طعم النوم، فإنما أوجب عليه الوضوء) (2).
وروي في الصحيح، عن زرارة، قال قلت له: الرجل ينام وهو على وضوء، أتوجب الخفقة والخفقتان عليه الوضوء؟ فقال: (يا زرارة قد تنام العين ولا ينام القلب والأذن، فإذا نامت العين والأذن والقلب، وجب الوضوء) قلت: فإن حرك إلى جنبه شئ ولم يعلم به؟
قال: (لا حتى يستيقن أنه قد نام، حتى يجئ من ذلك أمر [بين] (3) وإلا فإنه على يقين من وضوئه ولا ينقض اليقين أبدا بالشك، ولكن ينقضه بيقين آخر) (4).
وأما المعقول: فهو أن النوم سبب لخروج الحدث بواسطة ذهاب وكاء السه، فصار كالنوم متوركا ومضطجعا.
وأيضا: النوم غالب على العقل ومزيل للتمييز، فأشبه الإغماء، ولما كان المقيس عليه ناقضا على كل حال، فكذا المقيس.
احتج أبو حنيفة (5) بما رواه ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله، قال: (لا وضوء على من نام قائما أو راكعا أو ساجدا، إنما الوضوء على من نام مضطجعا، فإذا اضطجع استرخت مفاصله) (6).
وما رواه ابن عباس أيضا، قال رأيت النبي صلى الله عليه وآله نام وهو ساجد حتى غط ونفخ، ثم قام فصلى، فقلت: يا رسول الله، صليت ولم تتوضأ وقد نمت؟ فقال: (إنما