الأخبار وما رووه من صريح الألفاظ، حتى إن مسألة لو غير لفظها وعبر عن معناها بغير اللفظ المعتاد لهم لعجبوا منها. وكنت عملت على قديم الوقت كتاب النهاية وذكرت جميع ما رواه أصحابنا في مصنفاتهم وأصلوها من المسائل، ولم أتعرض للتفريع على المسائل ولا لتعقيد الأبواب وترتيب المسائل وتعليقها والجمع بين نظائرها، بل أوردت جميع ذلك أو أكثره بالألفاظ المنقولة حتى لا يستوحشوا من ذلك وعملت بآخره مختصر جمل العقود في العبادات، ووعدت فيه أن أعمل كتابا في الفروع خاصة يضاف إلى كتاب النهاية، ثم رأيت أن ذلك يكون مبتورا يصعب فهمه على الناظر فيه، لأن الفرع إنما يفهمه إذا ضبط الأصل معه فعدلت إلى عمل كتاب يشتمل على عدد جميع كتب الفقه وأعقد فيه الأبواب وأقسم فيه المسائل أجمع بين النظائر وأستوفيه غاية الاستيفاء وأذكر أكثر الفروع التي ذكرها المخالفون. انتهى. (1) وهذا الكلام منه (قده) ينادي بما ذكرناه، وبأنه أيضا عمل كتاب النهاية على طريقتهم مقتصرا فيها على ذكر ما رواه أصحابنا في مصنفاتهم وأصلوها، ولكنه لدفع طعن المخالفين عمل كتاب المبسوط ليستوفي فيه الفروع والأصول ويجمع بين الأصول والنظائر.
وعلى هذا فإذا عثرت في مسألة على إطباق القدماء من أصحابنا على فتوى أو اشتهاره بينهم في تلك الكتب المعدة لنقل خصوص المسائل المتلقاة والمأثورة فاحدس بتلقيهم ذلك يدا بيد من قبل الأئمة (عليهم السلام) وإن لم تجد به نصا في الجوامع التي بأيدينا حيث إن سلسلة فقهنا لم تنقطع ولم تحصل فترة بين الفقهاء من أصحابنا وبين