حتى انتهى الدور إلى فخر المحققين وعمدة الفقهاء المبرزين " السيد أبو القاسم الخوئي " المميز من المولى الجليل تعالت نعماؤه بالذكاء المتوقد وإصابة الرأي ولا أغالي إذا قلت: باحث أرباب المعقول ففاقهم ودارس الأصوليين فأذعنوا له وجرى مع المفسرين فحاز قصب السبق وناظر المتكلمين ففلجهم وكتابه في مقدمة التفسير " البيان " حافل بما لم تصل إليه أفكار النابهين ولم يسبقه المتقدمون في كثير مما كشف الغطاء عنه.
فلقد غاص بحر الشريعة واستخرج لئالئه الناصعة ولمس الحقايق الراهنة وأماط الستار عن كثير مما أشكل على الفحول والأكابر وأوضح السبيل إلى تفاريع المسائل وأنار المنهج إلى درس كليات الفنون فلذلك كان مقصد المهاجرين من العلماء لدرس أصول الشريعة وفقهها.
ومحاضراته في حل " فروع العروة الوثقى " تشهد له بفقاهة عالية واستنباط دقيق.
وقد أحكم أسرار فصولها ونظم دراريها ببيان سهل وعبارة أنيقة.
العلم الفرد والمجتهد الأوحد حجة الله الواضحة وبينته اللامعة المحقق " الميرزا علي الغروي التبريزي " لا زال مغمورا باللطف الربوبي فجدير بمتنجع الحقائق المسابقة إلى الاحتفاظ بتقريراته لدرس الأستاذ الأكبر " السيد الخوئي " المسماة " بالتنقيح " ولا بدع ممن منحه المولى سبحانه ذكاء وقادا وفطنة مصيبة وحافظة قوية ألحقته بالحفاظ المعدودين فكان موئل رواد العلم بين من يستوضح منه ما لم تصل إليه فاكرته وبين من ينسخ ما جمعه من ثمرات بحوث أساتذته فإلى الباري عز وجل أبتهل بإدامة عنايته بهذه الشخصية اللامعة ليرتوي طلاب المعارف من غير آرائه ويستضئ رواد الحقايق بثاقب أفكاره، مد الله تبارك وتعالى في أيامه الزاهية وأفاض عليه لطفه الذي يلحقه بالعلماء المحققين " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ".