وأيد ذلك القرطبي في التذكرة وفي (تفسيره) (10 / 232) أيضا.
ونفل القرطبي في (التذكرة) (2 / 612): أيضا عن الحافظ ابن عبد البر أنه قال عن أحاديث الامتحان:
(هذه الأحاديث من أحاديث الشيوخ وفيها علل وليست من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر مع أنه قد عارضها ما هو أقوى منها..).
وقد ذكر أنها مردودة أيضا شيخنا الإمام المحدث سيدي عبد الله بن الصديق في (الفوائد المقصودة في بيان الأحاديث الشاذة المردودة) ص (97). [وانظر التمهيد لابن عبد البر (18 / 130)].
وقد تبين لي أمر آخر أيضا في تعليل أحاديث الامتحان وهو أن أحاديث الامتحان نصت على أن هؤلاء الممتحنين الذين عصوا الله تعالى بعدم دخولهم النار يكونون بعد ذلك من أهلها فيدخلون فيها!! وهو ظاهر في تخليدهم فيها مع أهلها الخالدين فيها!! وهذا مخالف لما هو مقرر في الشريعة من أنه لا يخلد في النار أحد بمعصية وإنما يخلد بالكفر بالله تعالى، وهؤلاء لم يقع منهم كفر حينئذ، فإن قيل: وقع منهم الكفر في الدنيا!! قلنا: وأولئك الذين يدخلون النار عند أمرهم ولا تحرقهم وقع منهم الكفر في الدنيا أيضا كما زعمتم فكيف يدخلون الجنة ساعتئذ بكفر في الدنيا مقرون بطاعة من الطاعات؟!
وبذلك تبطل أحاديث الامتحان من حيث معناها والله الموفق.
وبذلك يتلخص هذا البحث في أن أهل الفترة ناجون وأنهم في الجنة وأن منهم والديه صلى الله عليه وآله وسلم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ومن بديع ما قاله بعض أهل العلم في هذا المعنى نظما، ما قاله العلامة عبد الله العلوي الشنقيطي في نظم النوازل (58):