عمر رضي الله عنه رأس الملهمين ومع ذلك فكان ربما رأى الرأي فيخبره بعض الصحابة بخلافه فيرجع إليه ويترك رأيه، فمن ظن أنه يكتفى بما يقع في خاطره عما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فقد ارتكب أعظم الخطأ، وأما من بالغ منهم وقال: حدثني قلبي عن ربي فإنه أشد خظا فإنه لا يا من أن يكون قلبه إنما حدثه عن الشيطان، والله المستعان] انتهى من " الفتح ".
هذا مختصر ما يتعلق بالولي وأما الكرامة فقد تقدم في الكلام عل معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن الأمر الخارق للعادة ينقسم إلى خمسة أنواع أعظمها المعجزة التي تكون للرسول والنبي، ويليها الكرامة وهي: أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد المؤمن التقي الصالح المنقاد لشرع النبي صلى الله عليه وسلم، ومن علامات هذا المؤمن أن تكون عقيدته صحيحة وأن يكون قد تعلم وعرف ما فرضه الله عليه، ولذلك قال العلماء: (ما اتخذ الله وليا جاهلا ولو شاء أن يتخذه لعلمه) فمن ظهرت على يديه الخوارق ولم يكن مستقيا شرعا بنظر العلماء في اعتقاداته وعباداته فليس بولي، وما يظهر على يديه ليس كرامة، والعوام لا يميزون بين الولي التقي العالم إلا بالمنظر والمظهر!! فيحسبون بعض الناس أولياء أخذا بمظهرهم وليسوا كذلك!!
وقد نبهنا أيضا على أن قول من قال: (ما كان معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي) خطأ وليس صوابا على إطلاقه، والله الموفق.
ومن الأدلة على ثبوت الكرامة في القرآن قوله تعالى عن السيدة مريم (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) آل عمران: 37.
والسيدة مريم عليها السلام لم تكن من الأنبياء لقوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) يوسف: 109.
والكرامات المنقولة عن الأمم السابقة والصحابة والأولياء كثيرة منها إجابة