وهذا الذي لزم هؤلاء وأخذ عليهم به الميثاق في قول الحق لازم لنا على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم وكتاب ربنا، على ما تقدم بيانه في (سورة) النساء، ولا خلاف فيه في جميع الشرائع، والحمد لله].
أقول: بث العلم وإظهاره ونشره والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصيحة الفساق وغير الملتزمين ووعظهم من الأمور الواجبات والقضايا المهمات التي بها قوام الإسلام في الأرض وقوته، قال البخاري في صحيحه (1 / 194):
" وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم (360): أنظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خفت دروس (361) العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم. ولتفشوا العلم. ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا ".
وعن سيدنا علي رضوان الله تعالى عليه: أنه ذكر فتنا تكون آخر الزمان، فقال له عمر متى ذلك يا علي؟ قال: " إذا تفقه لغير الدين، وتعلم العلم لغير العمل، والتمست الدنيا بعمل الآخرة " (362).
فيجب على العلماء أن يخترعوا الطرق والأساليب لتفقيه الناس وتعليمهم أحكام الإسلام لا سيما في هذا الزمان الذي استهتر أهله بتعلم العلوم الشرعية وتطبيقها، وظن أكثر المتظاهرين بالإسلام أن الدين هو حضور الصلوات الخمس