عفا عنه وأدخله الجنة وإن شاء عذبه القدر الذي يريده سبحانه وتعالى ثم يدخله الجنة فلا يخلد في النار أحد مات على التوحيد ولو عمل من المعاصي ما عمل كما أنه لا يدخل الجنة أحد مات على الكفر ولو عمل من أعمال البر ما عمل هذا مختصر جامع لمذهب أهل الحق في هذه المسألة، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وجماع من يعتد به من الأمة على هذه القاعدة، وتواترت بذلك نصوص تحصل العلم القطعي فإذا تقررت هذه القاعدة حمل عليها جميع ما ورد من أحاديث الباب وغيره فإذا ورد حديث في ظاهره مخالفة وجب تأويله عليها ليجمع بين نصوص الشرع " انتهى.
قلت: والدليل على خروجهم من النار بعد دخولهم فيها قوله تعالى (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) مريم: 72، والمراد بالذين اتقوا هنا هم الذين اتقوا الشرك، والظالمين: الكافرين جمعا بين الأدلة والله تعالى أعلم (346).