ومن العجب العجاب أن يحصل هذا في آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم وفي مناصريه ولا يحصل في بني أمية أعداؤه كما لا يحصل في واضعي هذه الأحاديث الباطلة التالفة المهزولة!!
ولا ندري أين ذهبت شفاعته صلى الله عليه وآله وسلم وأين ذهب قول الله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى)؟!!
وإذا كان هذا حال أبناء النبيين والمرسلين الأتقياء البررة الصالحين والصحابة الصادقين فما بالك بحال من بعدهم وحال أهل هذه الأعصار؟!! وفي هذه العقيدة الباطلة تيئيس للمؤمن من رحمة الله تعالى ومن عفوه وإنعامه وكرمه!! فوالله ما هذا إلا كذب مبين وافتراء على شريعة سيد المرسلين!!
وعلى كل حال أيضا فهذه أحاديث آحاد ولا تثبت بمثلها عقائد!! وخاصة أنها معارضة للقرآن!!
ولما رأى المروجون تهافت عقيدة الضغطة هذه وبطلانها أمام نصوص القرآن الكريم التي تقرر عدم دخول الخوف والفزع على المؤمنين من ساعة مماتهم وتضارب الأحاديث الواردة في ذلك وضعف أسانيدها، اخترعوا قضية أخرى ليلطفوا الجو في هذه المسألة فزعموا أن القبر يضم المؤمن كالأم الحنون بعدما قالوا إن المؤمن يضغط في القبر ضغطة تزول منها حمائله (201)!!
قال الزبيدي [" في شرح الإحياء " (10 / 423) "]:
[روى ابن أبي الدنيا عن محمد التيمي قال: كان يقال إن ضمة القبر إنما أصلها أنها - أي الأرض - أمهم ومنها خلقوا فغابوا عنها الغيبة الطويلة (202) فلما