الحجب والتمائم التي تحوي غير القرآن من الطلاسم والحروف التي لا تفهم ولا يدرى معناها ونحوها، والذين يستخفون بعقول بعض ضعفاء العقول بل وغيرهم ليغنموا أموالهم بالباطل ألا ساء ما يزرون وهم كذابون، وعملهم حرام والإتيان إليهم حرام، وبعض الناس يظنون أنهم يستطيعون أن يحلوا مشاكلهم أو يشفوا مرضاهم وربما حدث المقصود استدراجا من الله تعالى لهم، مع أن الإسلام والعقل السليم أمر الإنسان أن يأخذ بالأسباب، ولو كان هؤلاء المشعوذين يستطيعون ذلك لاستعانت بهم الشرطة في كشف اللصوص فإنهم يستعينون بالكلاب ولا يستعينون بهم، أو لاستعان بهم المسلمون في دحر أعداء الأمة أو غير ذلك من الأمور المهمات.
ثم نقول لمدعي السلفية: هل كان السلف الصالح يقومون بما يقوم به أكثركم اليوم وترضونه هل كان عبد الله بن المبارك والثوري وشعبة ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل يفعلون هذه الأفاعيل؟! حاشاهم من ذلك.
ونحن لا ننكر وجود الجن والشياطين ولا تلبسهم أحيانا نادرة جدا ببعض الناس وإنما ننكر الاشتغال بما ذكرناه من المنكرات وإيهام أي مريض أو صاحب مشكلة بأنه مصاب بتلبس أو أنه مسحور، كما ننكر إتيان العرافين والكهنة وزاعمي إخراج الجن من الناس.
روى البخاري (10 / 114) وغيره عن سيدنا ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: أتت امرأة سوداء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي.
قال: " إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك " فقالت:
أصبر. ثم قالت: إني أتكشف (يعني إذا صرعت ووقعت على الأرض ينكشف شئ من جسمها وهي لا تحب ذلك لأنها مؤمنة تقية) فادعو الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها ".
فانظر كيف لم يقل لها صلى الله عليه وآله وسلم: أنت قد تلبسك شيطان،