كما يزعم اليوم أولئك الخراصون، ثم بين أن علاجها إنما يتم بالدعاء، لا بالضرب ونحوه مما يفعله اليوم المتمسلفون والدجالون!! فاعلم ذلك جيدا يرحمك الله تعالى.
وعلى فرض أن الراكضين وراء التعامل مع الجن اتصلوا فعلا بجني يريدون منه أمرا فإنه سيلعب بهم وسيخدعهم ويضللهم تحقيقا لبعض الآيات التي ذكرناها قبل قليل والتي فيها قوله تعالى مخبرا عن الشيطان والجن (ولأضلنهم) لأنه إذا كان في الإنس عفاريت مضلون فما بالك بالجن والعفاريت والشياطين الحقيقيين؟!!!
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في " شرح صحيح مسلم " (14 / 223):
[باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان: قوله صلى الله عليه وسلم " فلا تأتوا الكهان " وفي رواية سئل عن الكهان فقال: " ليسوا بشئ " قال القاضي رحمه الله كانت الكهانة في العرب ثلاثة أضرب:
أحدها: يكون للإنسان ولي من الجن يخبره بما يسترقه من السمع من السماء وهذا القسم بطل من حين بعث الله نبينا صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن يخبره بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض وما خفي عنه مما قرب أو بعد وهذا لا يبعد وجوده ونفت المعتزلة وبعض المتكلمين هذين الضربين وأحالوهما، ولا استحالة في ذلك ولا بعد في وجوده لكنهم يصدقون ويكذبون، والنهي عن تصديقهم والسماع منهم عام.
الثالث: المنجمون وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما لكن الكذب فيه أغلب ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها بها وقد يعتضد بعض هذا الفن ببعض في ذلك بالزجر والطرق (231) والنجوم وأسباب معتادة وهذه الأضرب كلها