البخاري (13 / 522) ومسلم (4 / 2107).
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (13 / 526):
" والغرض منه الإشارة إلى أن اللوح المحفوظ فوق العرش " (215).
وقال أيضا (13 / 413):
" قال - الخطابي -: ويكون معنى قوله (فوق العرش) أي عنده علم ذلك فهو لا ينساه ولا يبدله، كقوله تعالى (في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى).
وأما اللوح المحفوظ الذي فيه ذكر أصناف الخلق وبيان أمورهم وآجالهم وأرزاقهم وأحوالهم، ويكون معنى (فهو عنده فوق العرش) أي ذكره وعلمه وكل ذلك جائز في التخريج " ا ه.
فيمكن أن يقال أن اللوح المحفوظ كناية عن علم الله تعالى للأشياء وضبطها ولذلك كان الإيمان باللوح المحفوظ من فروع الاعتقاد لا من أصوله بحيث لا نكفر منكره الذي يؤمن باللوح المحفوظ ويقول هو علم الله تعالى وليس كتابا ولا جسما محسوسا، وأما من أنكر اللوح المحفوظ بمعنى إحاطة علم الله سبحانه وتعالى بالخلق وما يتصل بذلك فهو كافر مرتد.
وجاء في الحديث الصحيح أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لزوجته أم حبيبة:
" قد سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة) رواه مسلم (4 / 2051) وعن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " (216) رواه مسلم (4 / 2044).