صحيح شرح العقيدة الطحاوية - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٤٢٩
البخاري (13 / 522) ومسلم (4 / 2107).
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (13 / 526):
" والغرض منه الإشارة إلى أن اللوح المحفوظ فوق العرش " (215).
وقال أيضا (13 / 413):
" قال - الخطابي -: ويكون معنى قوله (فوق العرش) أي عنده علم ذلك فهو لا ينساه ولا يبدله، كقوله تعالى (في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى).
وأما اللوح المحفوظ الذي فيه ذكر أصناف الخلق وبيان أمورهم وآجالهم وأرزاقهم وأحوالهم، ويكون معنى (فهو عنده فوق العرش) أي ذكره وعلمه وكل ذلك جائز في التخريج " ا ه‍.
فيمكن أن يقال أن اللوح المحفوظ كناية عن علم الله تعالى للأشياء وضبطها ولذلك كان الإيمان باللوح المحفوظ من فروع الاعتقاد لا من أصوله بحيث لا نكفر منكره الذي يؤمن باللوح المحفوظ ويقول هو علم الله تعالى وليس كتابا ولا جسما محسوسا، وأما من أنكر اللوح المحفوظ بمعنى إحاطة علم الله سبحانه وتعالى بالخلق وما يتصل بذلك فهو كافر مرتد.
وجاء في الحديث الصحيح أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لزوجته أم حبيبة:
" قد سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة) رواه مسلم (4 / 2051) وعن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " (216) رواه مسلم (4 / 2044).

(215) ومن غريب التحليلات والكلام المخالف للسنة الصحيحة قول متناقض عصرنا!! في تعليقه على متن الطحاوية ص (37) (مقرا): " وإلا فقد قام الدليل على أن العرش فوق المخلوقات وليس فوقه شئ من المخلوقات ".
(216) وأخشى أن يكون هذا الذي حكاه عبد الله بن عمرو ليس من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هو في الكتب القديمة التي كان عبد الله يقرأها!! وهي كتب أهل الكتاب!! فيكون هذا مثل حديث التربة الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة!! فتنبه!!
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»
الفهرست