نصر المروزي وطبقاتهم كانوا مختلفين في مسألة من مسائل العقيدة تتعلق بكلام رب العالمين سبحانه وهم من السلف وقد اختلفت أفهام السلف في هذه المسألة وفهموها أفهاما متضاربة متعاكسة، فبأي فهم من هذه الفهوم نأخذ؟! وبأي رأي من هذه الآراء نتمسك؟!
الجواب: لا بد أن نترك هذه الأفهام ونرجع إلى الكتاب والسنة واللغة العربية ونستعمل عقولنا لنفهم ونتدبر الأمر فسيتضح لنا ساعتئذ الصواب، فنعرف آنذاك من أصاب ومن أخطأ فالرجوع حقيقة لفهمنا لا لفهم السلف، هذا هو التحقيق بالنسبة لأهل العلم ولطلاب العلم المجدين، أما العامة فليس كلامنا ههنا يتعلق بهم لأنهم ليسوا أهلا للنظر.
المثال الثاني في اختلاف السلف في العقائد: اختلافهم في رؤية سيدنا محمد ص لله تعالى ليلة الإسراء وقد وقع الخلاف فيها بين السيدة عائشة وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما كما سيأتي مبينا في بابه من هذا الشرح.
المثال الثالث في اختلاف السلف في العقائد: اختلافهم في مسألة رؤية الله يوم القيامة:
ذهب جمهور أهل السنة إلى إثبات الرؤية يوم القيامة وخالفهم في ذلك جماعة من أهل السنة والجماعة كالسيدة عائشة ومجاهد وأبو صالح السمان وعكرمة والإمام بشر بن السري الأفوه وغيرهم وكذا المعتزلة واحتجوا بقول الله تعالى: * (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) *.
أما السيدة عائشة فقد روى البخاري (8 / 606) ومسلم (1 / 159) أنها ردت على من قال إن سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه بعموم قوله تعالى * (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) * وعموم قوله تعالى * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) * وما قيده بعض الناس من قولهم إنما أرادت نفي الرؤية في الدنيا لا في الآخرة فلا دليل عليه.