كما بين الكوثري بطلان الاستدلال بحديث الجارية، لما فيه من الاضطراب سندا ومتنا.. وللبراهين القائمة بالتنزيه (1).
وكأن ابن تيمية التفت إلى ما وقع فيه من التخبط والتناقض، وإلى كبر الكلمة التي خرجت من فيه، فاضطر إلى التخلص والتملص بالكذب!!، فقال:
" أما قول القائل: الذي نطلب منه أن يعتقده: أن ينفي الجهة عن الله والتحيز، فليس في كلامي إثبات لهذا اللفظ، لأن إطلاق هذا اللفظ نفيا وإثباتا بدعة، وأنا لا أقول إلا ما جاء به الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة " (2).
اللهم إلا أن يكون قد نسي أقواله التي نقلناها آنفا عن (منهاج السنة)!!
لكن يكون قد حكم بهذا الكلام على نفسه، فهو إذا مبتدع!!
ثم إن كان لا يقول إلا بما جاء في الكتاب والسنة، فأين ورد فيهما لفظ " فوق سماواته " ونحوه، مما جاء في كلماته؟!
وكيف ينسب ما يقول إلى " سلف الأمة "، ويرد على الذين يفسرون " العرش " ب " الملك " و " الاستواء " ب " التمكن " قائلا " أولئك ما قدروا الله حق قدره وما عرفوه حق معرفته " (3) بل يدعي أن أحدا من الصحابة لم يتأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديثها بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف (4).. مع العلم بأن ابن عباس مثلا - الذي وصفه بقوله: " كان من كبار أهل البيت وأعلمهم بتفسير القرآن " (5) قد أول " الكرسي " ب " العلم " في قبال من فسره ب " العرش