زياد بن أبي سفيان!!
وقد ارتضى وأمضى ابن تيمية فعلة معاوية وأحدوثته في استلحاق زياد ابن أبيه..!! إنه يقول في كلام له: " وقد ولى علي رضي الله عنه زياد بن أبي سفيان - أبا عبيد الله بن زياد، قاتل الحسين - وولى الأشتر النخعي، وولى محمد بن أبي بكر. وأمثال هؤلاء " (1).
والحال أن هذا من جملة موبقات معاوية التي لا تقبل التأويل أو النقاش، وقد ذكر المؤرخون هذا الخبر في حوادث سنة 44 تحت عنوان: " استلحاق معاوية زياد بن أبيه " فلاحظ: تواريخ الطبري وابن الأثير وابن كثير والذهبي وأبي الفداء وغيرهم.
بل إن بعض أئمة القوم يذكره في عداد ما لا يغفر له من الذنوب، فلاحظ كلمات أعلام الصحابة والتابعين في هذه القضية، كقول الحسن البصري - فيما رواه ابن الجوزي بسنده عنه - " أربع خصال كن في معاوية، لو لم يكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة، وهي: أخذه الخلافة بالسيف من غير مشاورة وفي الناس بقايا الصحابة وذوو الفضيلة. واستخلافه ابنه يزيد وكان سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير. وادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الولد للفراش وللعاهر الحجر. وقتله حجر بن عدي وأصحابه، فيا ويلا له من حجر وأصحاب حجر ".
وعقبه أبو الفداء بما رواه ابن الجوزي أيضا: " عن الشافعي أنه أسر إلى