عنها ولكنها لم تف بذلك، ومن أهم هذه العهود التزامها لمصر بالجلاء عنها منذ عهد جلادستون، فقد صرح في مجلس العموم البريطاني بتاريخ 14 نوفمبر سنة (1882) يقول: " إن الاحتلال البريطاني لمصر مؤقت، وستحدد الحكومة البريطانية شروطه مع الاتفاق مع الحكومة المصرية " وكذلك صرح (شمبرلين) بالجلاء عنها فقد جاء في خطابه بتاريخ 9 ديسمبر سنة (1882) " إنني لن أضيع الوقت في تكذيب ما يعزى إلى الحكومة البريطانية في أنها تنوي فرض حماية دائمة على مصر فإن عملا كهذا يخلق المتاعب لجيلنا المقبل إذ يترتب عليه مشكلة شبيهة بمشكلة (إيرلندة) وبمجرد استتباب الأمن سننسحب من البلاد ".
وجاء مثل هذا الوعد في خطاب الملكة فكتوريا في فبراير سنة (1883):
" إن كافة التعهدات الدولية الخاصة بمصر سوف نحافظ عليها ونحترمها إلى أقصى حد " وكذلك جاء بصورة رسمية قاطعة عن جلاء بريطانيا عن مصر بتقرير (السير جورست) المعتمد البريطاني في شهر مارس سنة (1909) جاء فيه:
" إن السياسة التي أقرتها الحكومة البريطانية منذ بدء احتلال مصر لم تتغير بحال وأساسها إعداد المصريين للحكم الذاتي، ومساعدتهم خلال هذه الفترة على التمتع بحكومة طيبة " (1) وهكذا أعطت بريطانيا عشرات العهود والوعود إلى مصر بالجلاء عنها ولكنها ضربت بها عرض الحائط حتى قامت الثورة الأخيرة في مصر وأنهت الاحتلال البريطاني، وصفت الحساب معهم.
إن المحيط العالمي لا يؤمن بأي وعد من وعود الساسة الغربيين أو الشرقيين وينظر بعين الشك والريبة إلى اتصالاتهم، ومفاوضاتهم. يقول الدكتور أحمد سويلم: