لقد قدمت روسيا إلى العراق في عهد قاسم المزيد من المساعدات ولكنها في نفس الوقت فتحت لها أوكارا وخلايا لحزبها المتعطش إلى إراقة دماء الأبرياء وسحل جثث القتلى، فأغرقت العراق البلد الأمين بالاضطرابات والفتن وأشاعت فيه الثكل والحزن والحداد، وفعل دعاة السلم في المواطنين ما لم يفعله هؤلاء التتر في بغداد ولا ارتكبه اليهود في دير ياسين على حد تعبير قاسم.
لقد أغرت روسيا الشعب العراقي بأنها تنشد السلم وتطلب الوئام والعافية والأمن إلى جميع شعوب العالم.
لقد رفعت روسيا هذه الشعارات واتخذتها وسيلة إلى إغراء الجماهير وخداع البسطاء ولكن سرعان ما كشف حقيقتها حزبها الذي رفع شعار الدم والقتل والسحل وهتف بالإعدام لكل من لا يؤمن بأفكارهم المزيفة.
إن السياسة الناجحة في عرف الساسة الغربيين أو الشرقيين هي التي تتقن أساليب المكر وتجيد اللعب على الحبل وتحسن صنع القيود والأغلال وتحذق في قلب المفاهيم، وإلباس الباطل مظهر الحق.
هذا هو واقع السياسة الحديثة المجافية للعدل، والمنحرفة عن القيم الإنسانية والمثل العليا، التي صبت وابلا من العذاب الأليم على الشعوب وكبدتها بالأضرار الهائلة والمتاعب المرهقة وملأت جوها بالمخاوف والأخطار ووضعت العقبات أمام التعاون الدولي وفرضت الأزمات الاقتصادية على البلاد المتحررة التي لا تخضع لسيساتها.
هذا هو واقع السياسة الحديثة المجافية للعدل، والمنحرفة عن القيم الإنسانية والمثل العليا، التي صبت وابلا من العذاب الأليم على الشعوب وكبدتها بالأضرار الهائلة والمتاعب المرهقة وملأت جوها بالمخاوف والأخطار ووضعت العقبات أمام التعاون الدولي وفرضت الأزمات الاقتصادية على البلاد المتحررة التي لا تخضع لسياستها.