وقال الإمام الصادق (ع): " درهم ربا أعظم عند الله من سبعين زنية كلها بذات محرم في بيت الحرام ".
إلى غير ذلك من الأخبار المتضافرة وهي تمنع المسلمين من التعامل به، وتحذر بالعقاب الأليم في دار الخلود على من يتعاطاه ويتوسط به ويتدخل في شؤونه، وذلك لما فيه من الأضرار الهائلة على المجتمع فإنه يسبب شل الحركة الاقتصادية ويحصر الثروة العامة عند فريق من الناس فإن المرابي يبني سعادته على شقاء الآخرين، فقد نهب المرابون أموال الناس، وأشاعوا الفقر والحرمان في البلاد.
إن الربا من أهم الوسائل للاستعمار فقد ثبت أن الغزو الاقتصادي القائم على المعاملات الربوية كان الممهد الفعال للاحتلال العسكري والاقتصادي الذي سقطت أكثر دول الشرق تحت رحمته فقد اقترضت الحكومات الشرقية وفتحت أبواب البلاد للمرابين الأجانب فما هي إلا سنوات معدودة حتى تسربت الثروة من أيدي المواطنين إلى هؤلاء الغازين حتى إذا أفاقت الحكومات وأرادت الذود عن أنفسها وأموالها استعدى هؤلاء الأجانب عليها دولهم فدخلت باسم حماية رعاياها، ثم تغلغلت هي كذلك فوضعت يدها مستثمرة مرافق البلاد (1).
إن الربا من أهم الجرائم وأفتكها، وألزم الإسلام بشدة بتحطيمه وإزالته ولو كانت هناك دولة تتبنى الإسلام لحطمت المرابين وأرجعت الفائض إلى أهله وما أبقت له ظلا في البلاد.