2 - إنها تؤدي إلى تفسخ الأخلاق فإن الإنسان ميال بطبعه إلى الهروب من الضرائب فإذا فرضت عليه واستثقلها أمعن في التخلص منها بالوسائل المنكرة كالتزوير والتهريب والكذب والاحتيال وغير ذلك من الطرق التي تؤدي إلى فساد الأخلاق.
3 - إنها تسبب الهجرة إلى البلاد الأخرى السالمة من الضرائب ومن المعلوم أن ذلك يؤدي إلى عدم نمو الحركة الاقتصادية.
4 - إنها توجب تهريب الأموال إلى البلاد الأجنبية فإن المثرين لا يخضعون للضرائب الثقيلة التي تفرضها عليهم الدولة، ويقومون بتهريب أموالهم إلى الخارج لاستثمارها هناك وذلك يوجب انهيار الاقتصاد العام في البلاد ويتعرض المجتمع إلى الاضطرابات والمجاعات الشاملة (1) وقد شاهدنا أيام الشيوعيين في العراق تأزم الحالة الاقتصادية وتدهورها واضطراب الأوضاع في جميع المجالات فقد قام المثرون بتهريب أموالهم إلى الخارج خوفا من مصادرة الشيوعيين لها، فاضطربت لذلك جميع الأوضاع العامة وتوقفت الزراعة والتجارة وحركة الاستيراد.
وبالإضافة إلى هذه الأسباب فإنها توجب حدوث التنافر بين الشعب والحكومة وعدم ثقته بها وترقبه لزوالها ومساندته لكل حركة تقوم ضدها، ولهذه الأمور جاءت توصيات الإمام أمير المؤمنين (ع) وأوامره بإلغاء ضريبة الخراج عن الضعفاء والمعوزين، أما فرض الضرائب الأخرى التي لم ينص عليها الإسلام فإن أخذها من المواطنين أمر غير سائغ ولا تبيحه الشريعة الإسلامية