وعرف الرجل مقصد الإمام فانطلق يقول:
إنك لتذكر أخلاقا قل ما هي عندنا!!
فرد عليه الإمام (ع) قائلا: كيف تزعم هؤلاء أنهم شيعة؟ " (1) إن تعاليم أهل البيت عليهم السلام تلزم بالتعاون والمواساة وتدعو الأغنياء إلى العطف على الفقراء والمحرومين فإنه ليس من الإسلام أن تترفع الطبقة الثرية عن البائسين ولا تقوم بمساعدتهم وبالبر بهم فإن ذلك يوجب تفريق كلمة المسلمين وتصديع شملهم.
لقد تواترت الأخبار في عرض الحقوق العامة للأخوة الإسلامية وفي بيان واجباتها، ودعت المسلمين إلى مراعاتها والأخذ بها لأجل أن تسود المحبة في نفوسهم وتزداد ثقة بعضهم ببعض.
إلى هنا ينتهي بنا الحديث عن حقوق الإنسان التي أعلنها الإسلام وهي أوثق بكثير من الحقوق التي أعلنتها فرنسا لأن الإسلام قد ركز تلك الحقوق على الأسس السليمة والأسباب الأصيلة، وقد نفذت إلى أعماق قلوب المسلمين ودخائل نفوسهم وعملوا بها قرونا وأجيالا.
أما أولئك الذئاب من الغربيين الذين تهالكوا على الجشع والاستعمار والكيد على الشعوب الضعيفة فإنهم لم يؤمنوا لحظة بحقوق الإنسان ولا بحقه المقدس في الحياة فقد أشعلوا نار الفتن والحروب في الأرض في سبيل أطماعهم ورغباتهم.
إن الغرب قد أسقط من حسابه جميع القيم والاعتبارات ما عدا اعتبار المادة فكل ما يقف أمامها لا أهمية له عندهم فقد نكلوا بالأحرار وطاردوا