إن الإسلام قرر حرية الفكر وانطلاق النفس من كل خرافة ووهم وأقام الحرب العوان على عبادة الأوثان والأصنام ودعا بقوة إلى نبذ ما كان عليه السلف الجاهلي من ضلالات وتقاليد ليست من الحق في شئ فقد دعا إلى توحيد الله لأنه فاطر السماوات والأرض وواهب الحياة قال تعالى: " هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون " (1).
إن الإسلام قرر العبودية لله وحده وهي التحرر الواقعي من الخضوع للغير وهي معنى التحرر بكل ما وسعته هذه الكلمة من معنى، وقد ازدرى الإسلام بمن يخضع لغير الله ويظن أنه يستجيب له قال تعالى:
" إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين " (2).
ويأمر الله رسوله محمدا (ص) أن يخاطب قومه بقوله: " قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله " (3).
إن الإسلام رفع شعار العبودية لله تعالى وحده لأنه المحيي والمميت والرزاق، وإليه ترجع جميع شؤون العباد ومن هنا كان أسمى صفات الرسل هي نعتهم بالعبودية لله قال تعالى: " واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه " (4) وقال تعالى