وليس على الإسلام من ضرر وبأس أن أصر المنتسبون إلى المسيحية وغيرها على بقاء عقيدتهم يقول تعالى مخاطبا لنبيه الكريم: " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " (1).
إن الإسلام قد تبنى سياسة التسامح الديني مع كل الشعوب التي امتد إليها الفتح الإسلامي يقول جولد تسيهر.
" سار الإسلام لكي يصبح قوة عالمية على سياسة بارعة ففي العصور الأولى لم يكن اعتناقه أمرا محتوما فإن المؤمنين بمذاهب التوحيد أو الذين يستمدون شرائعهم من كتب منزلة كاليهود والنصارى والزرادشتية كان في وسعهم حتى متى دفعوا ضريبة الرأس (الجزية) أن يتمتعوا بحرية الشعائر وحماية الدولة الإسلامية، ولم يكن واجب الإسلام أن ينفذ إلى أعماق أرواحهم إنما كان يقصد إلى سيادتهم الخارجية. بل لقد ذهب الإسلام في هذه السياسة إلى حدود بعيدة ففي الهند مثلا كانت الشعائر القديمة تقام في الهياكل والمعابد في ظل الحكم الإسلامي " (2).
ويذكر دوزي عن أهمية هذا التسامح في حديثه عن فتح الأندلس فيقول:
" ولم تكن حال النصارى في ظل الحكم الإسلامي مما يدعو إلى كثير من الشكوى بالنسبة لما كانت عليه من قبل أضف إلى ذلك أن العرب كانوا يتحلون بكثير من التسامح فلم يرهقوا أحدا في شؤون الدين.. ولم يغمط النصارى للعرب هذا الفضل بل حمدوا للعرب تسامحهم وعدلهم وآثروا