" يا عبد الله. وحدثني أبي عن آبائه عن علي (ع) أنه قال: من روى عن أخيه المؤمن رواية يريد بها هدم مروءته وشينه. أوثقه الله بخطيئته يوم القيامة حتى يأتي بالمخرج مما قال ولن يأتي بالمخرج منه أبدا ومن أدخل على أخيه المؤمن سرورا فقد أدخل على أهل بيت نبيه سرورا. ومن أدخل على أهل بيت نيبه سرورا فقد أدخل على رسول الله سرورا ومن أدخل على رسول الله سرورا فقد سر الله ومن سر الله فحقيق على الله أن يدخله جنته.
ثم إني أوصيك بتقوى الله وإيثار طاعته والاعتصام بحبله فإنه من اعتصم بحبل الله فقد هدي إلى صراط مستقيم فاتق الله ولا تؤثر أحدا على رضاه وهواه فإنه وصية الله عز وجل إلى خلقه لا يقبل منهم غيرها. ولا يعظم سواها واعلم أن الخلق لم يوكلوا بشئ أعظم من تقوى الله فإنه وصيتنا أهل البيت فإن استطعت أن لا تنال من الدنيا شيئا يسأل الله عنه غدا فافعل ".
إلى هنا تنتهي رسالة الإمام إلى النجاشي ولما وصلت إليه قال: " صدق والله الذي لا إله هو مولاي فما عمل أحد بما في هذا الكتاب إلا نجا " (1).
وتضمنت هذه الرسالة دستور الحكم الإسلامي ومكارم الأخلاق التي تحقق التكافل الاجتماعي بين المسلمين وتوحد بين قلوبهم ومشاعرهم وتجعلهم صفا واحدا لا يمكن أن يتضعضع أو ينفذ إليه نافذ وعلينا أن نشير إلى الواجبات التي ألقاها على الحكام ليقوموا بها في دور حكمهم وهي:
1 - حقن الدماء، فلا يجوز إراقتها فإن الإسلام قد اهتم اهتماما بالغا بدماء الناس، وجعل إراقتها من أعظم المفاسد والكبائر في الأرض.