فإن رحمتي عند ذلك تدركهم، ومني يبلغهم رضواني، ومغفرتي تلبسهم عفوي، فإني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت ". وعن أبي جعفر عليه السلام قال: " وجدنا في كتاب علي (ع) أن رسول الله (ص) قال وهو على منبره: والذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده الخيرات يستحيي (134) أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يختلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه ".
(الثالث) ما ورد في استغفار الملائكة والأنبياء للمؤمنين كقوله تعالى:
" والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض " (135).
وقوله (ص): " حياتي خير لكم وموتي خير لكم، أما حياتي فأسن لكم السنن وأشرع لكم الشرائع، وأما موتي فإن أعمالكم تعرض علي، فما رأيت منها حسنا حمدت الله عليه، وما رأيت منها سيئا استغفرت الله لكم ".
(الرابع) ما ورد في تأجيل المذنب إلى أن يستغفر، كقول الباقر (ع):
" إن العبد إذا أذنب أجل من غدوة إلى الليل، فإن استغفر لم يكتب عليه " (136).
وقول الصادق (ع): " من عمل سيئة أجل فيها سبع ساعات من النهار، فإن قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات، لم تكتب عليه ".
(الخامس) ما ورد في شفاعة النبي (ص) كقوله تعالى:
" ولسوف يعطيك ربك فترضى " (137).
وقد ورد في تفسيره أنه لا يرضى محمد وواحد من أمته في النار،