يومئذ خمسون سنة، فابتلاه الله وأماته مائة عام ثم بعثه ورجع إلى أهله واستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة، ورد الله عزيرا إلى الذي كان به، وإن الله ابتلى قوما بذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم، ثم ردهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم، ثم أماتهم بعد ذلك.
إن الله قال في كتابه * (واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا) * (1) فانطلق بهم فقالوا * (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) * (2) قال الله عز وجل * (فأخذتكم الصاعقة - يعني الموت - وأنتم تنظرون * ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون * وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى) * (3) فهذا بعد الموت إذ بعثهم، وأيضا مثلهم الملأ الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم، ومثلهم عزيرا أماته الله مائة عام ثم بعثه، يا ابن الكوا فلا تشكن في قدرة الله عز وجل " (4).
الرابع والخمسون: ما رواه أيضا نقلا من " مختصر البصائر " لسعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: هل كان في بني إسرائيل شئ لا يكون هاهنا مثله؟ قال: " لا " قال: فقلت: قوله تعالى * (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) * (5) هل أحياهم الله تعالى حتى نظر الناس إليهم ثم أماتهم من يومهم أو ردهم إلى الدنيا؟ قال: " بل ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور، وأكلوا الطعام ونكحوا النساء، ولبثوا بذلك