والقسمة، وينفقان عليه لاحتمال زواله قبلها الكاشف عن إرثه من أول الأمر، كما أن بقاءه على الكفر بعد البلوغ مع عرض الاسلام عليه وإبائه عنه يكشف عن إرث المسلم من حين الحجب. وأما إذا أسلم في حال الصغر ارتفع الحجب لزوال الكفر التبعي بعروض الاسلام وتحققه حقيقة، ولكن يتوقف استحقاقه الإرث على الاتصاف به بعد البلوغ كالحمل المتوقف إرثه على تولده حيا بحيث لو ولد ميتا انكشف عدم إرثه إلا أنه لعدم استقراره قبل البلوغ تولى حفظه ولي المسلمين، وهو الإمام (ع) وأنفق عليه ما يحتاج إليه، وإن لم ينص عليه في الرواية إلا أنه معلوم بالأولوية: من إنفاق المسلمين الوارثين، فإن بقي على إسلامه بعد البلوغ دفع إليه إرثه، وإلا دفعه إلى الوارث المسلم، وهذا القسم من الاسلام لعدم كونه فطريا لا يوجب الارتداد عنه الارتداد عن فطرة، كما أن الارتداد عنه في حال الصغر لعدم المؤاخذة عليه لرفع القلم لا يجري عليه أحكام المرتد الفطري، وإن حكم بكفرة حقيقة.
وبالجملة، ما ذكرناه هو مفاد (الرواية) على تقدير صحة سندها، إلا أن الشأن في ذلك، حيث وقع الخلاف فيه: فمنهم من وصفها بالصحة كالعلامة في بعض كتبه والشهيد في الدروس ومحكى (شرح الإرشاد) وابن فهد في (محكي المهذب) بل عن جدنا المجلسي نسبته إلى أكثر الأصحاب، ومنهم من ضعفها لتردد مالك بن أعين بين أخي زرارة الضعيف والجهني المجهول، وفي بعض نسخ (الفقيه) أسندها إليه وإلى عبد الملك، وعليه الحر في (الوسائل) بل أكده بعد العطف بالواو بلفظ (جميعا) وعبد الملك - وإن كان ممدوحا - إلا أنه بغير توثيق، وعليها فتكون الرواية بطريق (الفقيه) حسنة، وأين الحسن من الصحيح؟ وفي بعض نسخه - على ما حكاه جدنا في (المصابيح) - الترديد بين مالك