من الثاني، فأخذ في مباحثه (كتاب الرهن) وكان كثير التتبع والفحص في كلمات العلماء - قدس الله أسرارهم - ولما بلغ مسألة (حكم القبض في الرهن) بسط الكلام في معنى القبض وأحكامه، وفي قاعدة (ما يضمن بصحيحه يضمن بفاسده) حتى أفرد كلا برسالة مستقلة، ومنه تغير عنوان بحثه وتصنيفه إلى خلاف الطرز المتعارف في تحرير مسائل الفقه، فجعل كل قاعدة ومسألة يحررها يبسط فيها كمال البسط، وهي رسائل هذا الكتاب المسمى ب (بلغة الفقيه) واختيار هذه الكيفية الصعبة من البحث والتحرير على ما كان عليه - قدس سره - من الاحتياج على من يقرئه ويكتب بعد الاملاء عليه مما يدل على طول باعه وتبحره في الفقه وذلك منحه من الله سبحانه لا تكاد نتفق إلا للأوحدي وعناية من عناياته يرزق بها من اختاره للطفه الجلي.
ثم إنه في أثناء تحرير مسائل الولايات وأقسامها أفجع بولد آخر بلغ الكمال في العلم والتقوى - كما أشار إليه قدس سره هناك - وتتابعت عليه الصروف، فالتجأ إلى رحمة ربه الرؤف فرزق مزيد حلاوة الاشتغال بالعلم وشدة الشوق في الخوض فيه ليلا ونهارا حتى صار كلما تتوالى عليه الهموم والأكدار العائقة عن الاشتغال المشوشة للبال والمفرقة للخيال، لا تشغله عن الجد والاجتهاد في العلم، بل به ينشغل عنها، لا بها عنه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
قد تمت النسخة الشريفة بيدا أقل الكتاب سيف الله الأصفهاني في سنة 1328 ه * * * (بهذا ينتهي الكتاب بأجزائه الأربعة والحمد لله)